المستكشف راشد جاهز للإنطلاق خلال ايام

 

المستكشف راشد جاهز والتفاصيل النهائية خلال أيام

المستكشف راشد


أكد الدكتور حمد المرزوقي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، أن الاختبارات كافة على المستكشف راشد، انتهت بنجاح، بعد تركيبه على متن مركبة الهبوط التي تحمله «هاكوتو- آر»، مبيناً أنه حالياً جاهز للإطلاق، انتظاراً للإعلان عن التفاصيل النهائية لموعد الرحلة للصاروخ «space x» الأمريكي، خلال الأيام القليلة المقبلة، التي تقرر لها بعد 22 نوفمبر الجاري.


وأضاف ، أن تحديد تفاصيل عملية الإطلاق، تتم مناقشتها حالياً بين مركز محمد بن راشد للفضاء، وشركة الإطلاق الفضائي التجاري اليابانية «آي سبيس»، و«سبيس إكس»، وأنه سيتم بين أسبوع إلى أسبوعين من الآن، كشف كافة تفاصيل الإطلاق، والذي يخضع لمعايير كثيرة، قبل اتخاذ القرار النهائي بميعاد إطلاق المهمة.


وتابع المرزوقي أن فريق مهمة الإمارات لاستكشاف القمر، انتهى بنجاح خلال الأيام الماضية، من إجراء كافة الاختبارات المحاكاة لعملية الإطلاق، والتي تمت على النموذج الهندسي، وتأتي هذه الخطوة، لضمان التأكد من كفاءة العمليات المخطط لها، بالإضافة إلى تدريب الفريق على أدوارهم، وعمل الأجهزة، والتعرف إلى بيانات نتائجها، وشملت هذه الاختبارات محاكاة بيئة الإطلاق، حيث تم إخضاع المستكشف راشد لاختبارات الغرفة الحرارية، واختبارات الاهتزاز، كما تم إجراء اختبارات أخرى، للتأكد من كفاءة أجهزته، وذلك بعد تركيبه على متن مركبة الهبوط التي تحمله «هاكوتو- آر».


فرق عمل

وقال المرزوقي: إن هناك العديد من الفرق المسؤولة عن المستكشف وكفاءة أنظمته، والتي تشمل المتخصصين في بناء الهيكل الهندسي للمستكشف، والمسؤولين عن الاتصالات، وإدارة الهندسة والمخاطر، والأنظمة الحرارية والتصوير، والأداء الميكانيكي والحركي، وصولاً لأنظمة الكمبيوتر والحرارة، فيما لكل هذه المفاصل فريق معني بكافة تفاصيلها، وذلك في إطار عمل تكاملي، يدعمه فريق العمليات الموجود في المحطة الأرضية، وهو المسؤول عن الإطلاق، ومتابعة الوصول الآمن لسطح القمر، وبدء المهمة العلمية، وحتى الانتهاء منها بنجاح.


وذكر مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، أنه بعد انطلاق الصاروخ «سبيس إكس» بنحو ساعة، ستبدأ رحلة المستكشف نحو سطح القمر، والتي ستستمر بين 4 ــ 5 شهور، مؤكداً أن المستكشف سيكون في مكان معزول داخل مركبة الهبوط، تضمن عدم تعرضه لأي مخاطر، خاصة بعد الدخول في منطقة انعدام الجاذبية، وتغير درجات الحرارة، وغيرها من العوامل التي تحيط ببيئة الفضاء الخارجي.


وبيّن أنه بخصوص استغراق الرحلة لـ 5 شهور وصولاً لوجهتها على سطح القمر، والتي تبعد عن الأرض بمسافة مقدرة بـ 400 ألف كيلومتر، فإن هناك عوامل حددت هذه المدة، حيث إن هناك طريقتين للوصول، الأولى تتسم بتكلفتها العالية، وتصل خلال نحو أسبوع، ويرجع السبب في ذلك لحجم مركبة الهبوط الكبير، والتي تستهلك كمية وقود كبيرة، ومثال ذلك مهمة أبولو التي استغرقت 6 أيام، فيما الطريق الآخر، وهو الأقل كلفة، ويكون للمركبات الفضائية ذات الحجم الصغير، والتي بدورها لا تستهلك كميات وقود كبيرة.


وتحدث المرزوقي عن تفاصيل عملية الهبوط، وأنه بعد انفصال المستكشف راشد عن مركبة الهبوط بنجاح، بعد ساعات قليلة، ستبدأ المهمة العلمية، وأنه نظراً لطول فترة استغراق الرحلة للوصول لوجهتها، فإنه هناك ترتيبات وإجراءات سيتم اتباعها، وأن فريق المهمة لديه كافة الخطط التي من شأنها ضمان نجاح المهمة.


منطقة هبوط

وبيّن أن منطقة «ماري فريغوريس»، وتحديداً منطقة «فوهة أطلس»، هي التي تم اختيارها، وذلك وفق معايير تضمن مناسبتها للمدار الذي تسلكه مركبة الهبوط اليابانية، فضلاً عن التوقيت الذي ستصل فيه إلى سطح القمر، والذي يجب أن يكون مع بداية إشراق الشمس، لضمان بدء ارتفاع درجات الحرارة، ومناسبتها لبدء المهمة، فيما يعتبر هذا الموقع آمناً، ويقدم قيمة علمية مهمة، حيث يمكن لفريق المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، توجيهه بحسب سهولة التضاريس وصعوبتها، وأهمية المنطقة المراد استكشافها.


وتطرق إلى أن المستكشف سيتحرك على سطح القمر، متنقلاً في مواقع جديدة، لم يسبق دراستها من قبل، حيث سيقوم بالتقاط بيانات وصور نادرة، ومن ثم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، ومن ثمّ فإن البيانات والصور التي سيوفرها، سوف تكون حديثة، وذات قيمة علمية ومعرفية كبيرة.


ولفت المرزوقي إلى أن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، ينطوي على تحديات ومخاطر، تبلغ نسبة النجاح فيها 45 %، وهو ما تم رصده من خلال المهمات السابقة للقمر، حيث يمتاز القمر ببيئة قاسية، ودرجة حرارة تصل إلى 173 درجة مئوية تحت الصفر، وغيرها من العوامل، التي قد تشكل تحديات أمام مهمة المستكشف، مشيراً إلى أن فريق العمل جاهز للتعامل مع أي تطورات أو سيناريوهات طارئة، خاصة أن بيئة الفضاء مليئة بالمفاجآت التي لا يمكن توقعها، وكل الاحتمالات مطروحة، وأن لديهم خططاً بديلة للتعامل مع أي مستجدات، من خلال فرق العمل المتخصصة، لتجاوز أي تحديات غير متوقعة.


وأفاد بأن مهمات الفضاء بشكل عام، تحدياتها كبيرة، وذلك منذ لحظة الانطلاق، والمراحل التي تليها أثناء الرحلة والوصول لوجهة المهمة، حيث إن بيئة الفضاء صعبة جداً، من خلال درجات الحرارة المتفاوتة، وانعدام الجاذبية، بالإضافة إلى التعرض للإشعاعات الكونية، التي تأتي من الشمس، ومخاطرها التي تؤثر في الأجهزة الإلكترونية، وبالتالي، تتسبب بمخاطر غير محدودة على مركبات الاستكشاف.


مرحلة صعبة

وشرح أن مهمات الوصول إلى القمر تحديداً، تتسم بمخاطر كثيرة، كونها عملية تقنية بحتة، وأن أي خطأ على مستوى الخوارزميات والبيانات، أو أي خطأ غير معروف، فإن ذلك سيهدد المهمة بالفشل، موضحاً أنه بالنسبة للمستكشف راشد، فإن مرحلة الهبوط على سطح القمر، تعد من المراحل الأصعب بالمهمة، وأنه رغم دراساتهم لمنطقة الهبوط بشكل دقيق، إلا أنه من الوارد حدوث أمور خارجة عن السيطرة، تتعلق بطبيعة وجغرافية المكان، واعتبر أنه بنزول المركبة الناجح على سطح القمر، فإن جزءاً كبيراً من المخاطر قد انتهى.


وأكد المرزوقي أن النجاح الحقيقي لمهمة الإمارات لاستكشاف القمر، هو تطوير كفاءات وخبرات فريق المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين، وتوطين التكنولوجيا التقنية للروبوتات الفضائية، مبيناً أن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، ينطلق من أهداف علمية، تشمل تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، واختبار أجهزة ومعدات تقنية تتم تجربتها للمرة الأولى، تتعلق بالروبوتات والاتصالات والتنقل والملاحة، بهدف تحديد مدى كفاءة عملها في بيئة القمر القاسية، ما سيساعد على اختبار قدرات الإمارات قبل الانطلاق في مهمات استكشافية مأهولة إلى المريخ.


وتابع أن فكرة هذا المشروع، انطلقت بعد تأسيس فريق «روبوتات الفضاء»، ضمن «برنامج المريخ 2117»، وذلك لإنشاء مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر، وهو هدف ضخم، يحتاج للعديد من الخطط المستقبلية للعمل عليه وتنفيذه، وبيّن أن هذا الفريق يعد الذراع التقنية لبرنامج المريخ، وسيقدم المشروع إجابات ومعلومات تحدد سير مهمتهم في استكشاف المريخ وتفيد المعرفة البشرية. وأوضح أن هناك «خريطة طريق عالمية لاستكشاف الفضاء»، والتي تتم بالتعاون بين جميع وكالات الفضاء العالمية، والمؤسسات المعنية، وأنه لكون الإمارات أصبحت لاعباً مهماً في هذا القطاع، فإنه كان لزاماً عليهم مواكبة التطور العالمي، خاصة أن القمر يعتبر منصة لانطلاق المهمات العالمية نحو أهداف استكشاف أخرى للفضاء الخارجي، وكواكب المجموعة الشمسية، ولاختبار التقنيات والمعدات الجديدة التي سيتم استخدامها مستقبلاً في بعثات استكشاف الفضاء الخارجي، ومنها المريخ، حيث يتيح الهبوط على سطح القمر، اختبار تعرض أجهزة الاستشعار، وغيرها من التقنيات، لبيئة الفضاء لفترات طويلة، وسوف يختبر المستكشف تقنيات جديدة على سطح القمر، كونه البيئة الأمثل لمثل هذه الاختبارات.


توجه عالمي

وأشار إلى أن هناك توجهاً عالمياً لتعزيز ذلك، بسبب قرب هذا الجرم السماوي من الأرض، وبالتالي، فإن تطوير التقنيات واختبارها ضمن هذه البيئة، أمر مهم جداً، فضلاً عن أن القمر قريب من الأرض وبالتالي، الوصول إليه أصبح سهلاً، كما أن المعلومات عن القمر، هي محدودة جداً، وبالتالي، فإن مهمات استكشافه، تعتبر فرصة مهمة لتوسيع البيانات عنه، ودراستها عن كثب، مفيداً أن هذا المشروع، يعد جزءاً أساسياً من استراتيجية الإمارات لاستكشاف الفضاء، التي تهدف إلى بناء قدرات وإمكانات معرفية جديدة، وإلهام الأجيال القادمة لدخول مجال علوم وأبحاث الفضاء، وتعزيز فرص التعاون والشراكات الدولية في مجال الاستكشاف الفضائي.


وتحدث المرزوقي عن مراحل تصنيع المستكشف راشد، والتي استغرقت نحو عامين ونصف، وهي مدة تعد قياسية جداً، مقارنة بمهمات مشابهة، وأن الانتهاء من بناء المستكشف خلال هذه الفترة، هو نجاح بعينه، مبيناً أنهم بدأوا المشروع بدون وجود نماذج وتصاميم معتمدة، ولذلك فقد بدأوا بتصميم وبناء نحو 4 نماذج، وصولاً للنموذج النهائي للمستكشف، وذلك بالتعاون مع شركة الإطلاق الفضائي التجاري اليابانية «آي سبيس»، التي تتولى تقديم خدمات توصيل الحمولة والمعدات الخاصة بالمشروع، معتبراً أن ذلك إنجاز كبير لفريق العمل من مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء، الذين صمموا المستكشف بجهود إماراتية 100 %، ومن ثمّ عززوا خبراتهم بشكل كبير خلال مراحل العمل.


وقال المرزوقي: إن أجهزة المستكشف متطورة وحديثة، تتيح توفير بيانات جديدة من نوعها، حيث تتميز بعدد من المزايا والمواصفات التقنية العالية الجودة والكفاءة، كما أنه مزود بكاميرات ثلاثية الأبعاد، ونظام تعليق وأنظمة استشعار واتصال متطورة، وهيكل خارجي وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، ويضم 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار، والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر، فضلاً عن نظام لتعزيز كفاءة التصاق عجلات المستكشف بسطح القمر، وتسهيل عملية تخطي الحواجز الطبيعية، فيما يتمتع بهيكل متين لحماية الأجهزة والمحركات من تغير درجات الحرارة.

المستكشف راشد جاهز للإنطلاق خلال ايام المستكشف راشد جاهز للإنطلاق خلال ايام بواسطة abdo hamza on نوفمبر 14, 2022 Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مدون محترف