الإمارات تستقطب أكثر من 100 مليون زائر خلال السنوات الخمس الماضية
نمو السياحة يتجاوز ما قبل كوفيد19
حقق قطاع السياحة في الإمارات نقلة نوعية خلال فترة وجيزة، ولمعت التجربة الإماراتية في تطوير السياحة نبراساً للمدن السياحية في منطقة الشرق الأوسط، واعتبرها الخبراء مثالاً يحتذى في التنوع والتطور.
وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الاقتصاد، استقطبت الإمارات أكثر من 100 مليون زائر خلال السنوات الخمس الماضية، وحقق قطاع السياحة معدلات نمو تخطت ما تم تحقيقه في فترة ما قبل جائحة «كوفيد19»، وإيرادات بلغت 19 مليار درهم خلال النصف الأول من عام 2022، كما ارتفع عدد نزلاء الفنادق في الدولة بنسبة 42% مقارنة بعام 2021 بإجمالي 12 مليون نزيل، ما يظهر الطفرة الكبيرة التي تحققت خلال السنوات القليلة الماضية.
قفزة جديدة
وبحسب تقرير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، حققت الأنشطة المرتبطة بقطاع السياحة والتجزئة في الإمارات بما في ذلك خدمات الإقامة والفنادق والمطاعم، قفزة جديدة لتسجل ارتفاعاً هو الأكبر بين القطاعات الأخرى المساهمة في دعم الناتج المحلي الإجمالي للدولة، بزيادة قدرها 35.3% بالأسعار الثابتة و128.8% بالأسعار الجارية خلال الربع الأول من 2022، ما يؤكد مكانة الإمارات الرائدة كوجهة مستدامة للسفر والضيافة.
وحقق القطاع السياحي في الإمارات خلال الربع الأول من عام 2022 قفزة نمو تعكس المميزات العالية للسياحة الإماراتية إقليمياً وعالمياً. وحققت السياحة الوطنية خلال الربع الأول من العام الجاري نمواً يفوق ما تم تسجيله ليس في فقط في عامي 2020 و2021، بل حتى بالمقارنة مع الفترة نفسها من عام 2019، باعتبار تلك الفترة مقياساً لمعدلات النمو قبل الجائحة العالمية.
وبحسب موقع وزارة الاقتصاد ووفقاً للبيانات السياحية عن الربع الأول من عام 2022، استقطبت المنشآت الفندقية في الدولة نحو 6 ملايين زائر قضوا 25 مليون ليلة فندقية، بنمو 10% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019. وحقق متوسط مدة إقامة نزلاء المنشآت الفندقية نمواً بنسبة 25% خلال فترة المقارنة نفسها، مرتفعاً من 3 ليالٍ إلى 4 ليالٍ فندقية.
وبلغت نسبة إشغال المنشآت الفندقية بالدولة خلال هذه الفترة 80% وتعتبر من أعلى النسب عالمياً، كما حققت المنشآت الفندقية إيرادات بقيمة 11 مليار درهم، بنسبة نمو 20% مقارنة بنفس الفترة من عام 2019، وسجلت هذه المنشآت العودة إلى العمل بكامل طاقتها الاستيعابية بنحو 200 ألف غرفة فندقية.
كما شهد الربع الأول من 2022 انتعاشاً وعودة قوية للسياحة الواردة إلى الدولة من الأسواق الخارجية، حيث استقبلت المنشآت الفندقية في مختلف إمارات الدولة نحو 4 ملايين سائح دولي من دول الهند والسعودية والمملكة المتحدة والاتحاد الروسي والولايات المتحدة.
وتكشف المؤشرات عن قوة المنتج السياحي وما تمتلكه الدولة من خدمات رائدة ومقاصد سياحية جاذبة وبنية تحتية سياحية متطورة، وأنها تعكس الثقة المتزايدة بقطاع السياحة الوطني والسمعة الرائدة التي حققتها بيئة السياحة في الدولة باعتبارها وجهة آمنة ومفضلة وقادرة على توفير تجربة سياحية غنية ومتميزة.
أجمل شتاء
وأولت الإمارات ملف السياحة الداخلية أهمية كبيرة إيماناً منها بدوره المحوري في دعم نمو قطاع السياحة الإماراتي، بهدف بناء منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة لتنظيم السياحة الإماراتية المحلية، بالتنسيق مع مختلف الهيئات والمؤسسات المحلية والاتحادية المعنية بقطاع السياحة والتراث والثقافة والترفيه المجتمعي، من أجل مضاعفة حجم الإنفاق السياحي الداخلي.
وخلق الفرص أمام قطاع الأعمال في مناطق الدولة كافة. وحققت حملة «أجمل شتاء في العالم»، التي نفذها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات العام الماضي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد ومختلف الهيئات المعنية بالسياحة والثقافة والتراث، نجاحاً كبيراً لتكون أكبر حملة من نوعها تبرز خيارات السياحة الداخلية المتنوعة في مختلف أنحاء الإمارات.
كما أسهمت في تعريف السياح والزوار من مختلف أنحاء العالم بشتاء الإمارات المعتدل، وبكل مقومات الجذب التي توفرها الدولة لزوارها، من الأفراد والأسر والمجموعات السياحية، لقضاء إجازة فريدة من نوعها، يتسنى لهم خلالها الاستمتاع بالمناخ الدافئ المنعش في الدولة في هذا الفصل، وزيارة أهم معالم الإمارات الترفيهية والثقافية والطبيعية.
وأسهمت حملة «أجمل شتاء في العالم» باعتبارها أول حملة موحدة للسياحة الداخلية على مستوى الدولة في تشجيع السياحة الداخلية وزيادة عدد نزلاء المنشآت الفندقية بنسبة 17% مقارنة بنفس الفترة من عام 2019 بإجمالي 950 ألف نزيل فندقي.
إضافة إلى تحقيق إيرادات للمنشآت الفندقية بالدولة بإجمالي بلغ مليار درهم، فيما أسهمت الدورة الثانية من الحملة في ارتفاع إيرادات المنشآت الفندقية لتصل إلى 1.5 مليار درهم بنسبة نمو بلغت 50% عن النسخة الأولى، في حين وصل عدد السياح المحليين إلى 1.3 مليون سائح بزيادة بنسبة نمو 36% عن النسخة الأولى للحملة.
إكسبو 2020
وأسهم إكسبو 2020 دبي في تعزيز الثقة العالمية في قطاع السياحة بدولة الإمارات، بعد نجاحه في استقطاب أكثر من 24 مليون زائر على مدار 6 أشهر؛ في الوقت الذي تعتبر فيه «مدينة إكسبو دبي» موطناً عالمياً للابتكار والأعمال والتعليم، ومساهماً رئيسياً في استدامة النجاح التاريخي للمعرض. وتعد الإمارات من الدول الأوائل في المنطقة التي بادرت لتطوير القطاع السياحي وأولته اهتماماً كبيراً.
حيث تم إطلاق مهرجان دبي للتسوق سنة 1996 وهو من أقدم المهرجانات السياحية المتخصصة في المنطقة، كما تم تطوير وجهات سياحية مميزة في الدولة والترويج لها في المحافل والمعارض الدولية بشكل مستمر، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد الزوار الدوليين إلى الإمارات والارتقاء بمكانتها على خريطة الوجهات السياحية الأكثر تميزاً.
ورسخت الإمارات مكانتها كإحدى أكثر الوجهات الريادية استقطاباً للسائحين من العالم لما تمتلكه من مقومات جذب متنوعة يأتي في مقدمتها البنية التحتية الرائدة والخدمات والتسهيلات المتميزة والمنشآت الفندقية والسياحية المتطورة، والوجهات والمقاصد السياحية المتنوعة والتراث الغني والمتفرد .
الموقع الجغرافي
واستفاد القطاع السياحي بدولة الإمارات من الموقع الجغرافي المميز للدولة وتطور البنية التحتية في تحقيق إنجازاته الكبيرة، حيث تتمتع دولة الإمارات، في فصل الشتاء الدافئ والمعتدل، بالعديد من عناصر الجذب المتميزة التي تجعل منها تجربة سياحية وترفيهية وثقافية وطبيعية وإنسانية فريدة .
فالشتاء يتميز بطقس ربيعي معتدل، ويشكل حلماً للسياح ممن يبحثون عن وجهة دافئة مجهزة بأحدث الخدمات السياحية، كما تتوفر خلال الشتاء المعتدل جميع مقومات سياحة المؤتمرات والفعاليات الكبرى ، إضافة إلى خيارات السياحة الصحية والاستشفاء التي توفر للزوار فرصة الاستفادة من الخدمات الصحية عالمية المستوى والاستجمام في مدن ساحرة.
وتزخر الدولة بالعديد من المقومات السياحية الفريدة والمتنوعة في الأنشطة السياحية التي تشمل السياحة البيئية والمستدامة التي تهيء للزوار من العالم الاستمتاع بزيارة المواقع الطبيعية من محميات وواحات وجبال وشواطئ وجزر تحتفي بالتنوع الحيوي وتحفظ الأنواع النادرة وتحمي الغطاء النباتي الذي يكافح التغير المناخي.
والسياحة الصحراوية التي تتضمن رحلات السفاري والتزحلق على الرمال والبحث عن الواحات المختبئة في أعماق الصحارى بين الكثبان الرملية العملاقة، والسياحة الشاطئية بما فيها من خيارات الرياضات الشاطئية والمائية والغوص الحر، والسياحة الجبلية التي تتخللها أنشطة التنزه بين الجبال والوديان وركوب الدراجات الجبلية وتسلق الصخور، إلى جانب سياحة المغامرات.

ليست هناك تعليقات