انطلاق مهمه طموح زايد.. المهمة الثانية ...إلى محطة الفضاء الدولية

 

سلطان النيادي ينطلق اليوم في مهمة طموح زايد 2

سلطان النيادى


ينطلق اليوم رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في مهمة «طموح زايد.. المهمة الثانية»، ضمن طاقم «سبيس إكس كرو 6» إلى محطة الفضاء الدولية، والتي ستضع الإمارات في الترتيب الحادي عشر عالمياً، والأولى عربياً كدولة تشارك في مهمة طويلة المدى تصل إلى 6 أشهر، حيث سيجري الرواد أكثر من 200 تجربة علمية، من بينها 19 سينفذها النيادي.


وتشهد قاعدة كيب كانافيرال في مركز كينيدي للفضاء، عند الساعة 9:34 صباحاً بتوقيت دولة الإمارات، انطلاق طاقم المهمة، وذلك في محاولة ثانية للإطلاق، بعد التأجيل الذي أقرته وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» و«سبيس إكس» الاثنين الماضي، نتيجة لأسباب تقنية تعلقت بتزويد الصاروخ «فالكون 9» بالمواد اللازمة للإقلاع.

ويتمتع طاقم المهمة «كرو 6» بمعنويات مرتفعة استعداداً لبدء مهمتهم، خاصة أن تأجيل الإطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، يعتبر من الأمور القابلة للحدوث في مثل هكذا مهمات، ويتم خلاله إعطاء أولوية قصوى تراعي سلامة الطاقم، كما أن رواد الفضاء دائماً ما يتدربون على مثل هذه المواقف بشكل دائم ليكونوا مستعدين وجاهزين للتعامل معها.


وضع جيد

من جهتها، أفادت شركة «سبيس إكس» خلال تغريدة لها على حسابها الإلكتروني في «تويتر» أمس، أن صاروخ الإطلاق «فالكون 9»، تبدو جميع أنظمته في وضع جيد استعداداً للإطلاق اليوم الخميس 2 مارس، فيما ذكرت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» في بيان لها، أن مسؤولي الطقس في السرب الخامس والأربعين، التابع لمحطة كيب كانافيرال بمركز كينيدي للفضاء بفلوريدا، تنبأ بأن الظروف الجوية ستكون مواتية لإطلاق مهمة «سبيس إكس كرو 6» اليوم بنسبة %95.


وأضافت الوكالة في بيانها أن فرق إدارة المهام اجتمعت في وقت متأخر أول من أمس الأول، لمراجعة الاستعداد لإطلاق مهمة «سبيس إكس كرو 6»، وتقييم الظروف الجوية في موقع الإطلاق وعلى طول مسار رحلة المركبة الفضائية «سبيس إكس دراجون إنديفور» المخططة. على جانب آخر تتابع الدكتورة حنان السويدي طبيبة رائد الفضاء سلطان النيادي بشكل لحظي، الحالة الصحية له، سواء خلال الأيام الماضية وبعد فترة العزل الصحي.


وذلك للتأكد من جاهزيته التامة، وذلك ضمن فريق طبي يشرف على طاقم مهمة «سبيس إكس كرو 6» خلال هذه الفترة الحساسة، والتي يجب أن يتمتع خلالها رواد الفضاء بكامل لياقتهم واستعدادهم البدني والنفسي والذهني تجهيزاً لهم لبدء مهمتهم.


تجارب علمية

من ناحية ثانية، أمضى طاقم المهمة الذي يضم سلطان النيادي، اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين، قائد المهمة، من «ناسا»، ووارين هوبيرغ، قائد المركبة، «ناسا»، وأندري فيدياييف، اختصاصي مهمة روسكوزموس الروسية، الـ3 أيام الماضية بعد تأجيل الإطلاق الأول، في وضع الجاهزية، فيما تنطلق المهمة ضمن البعثة 69 إلى محطة الفضاء الدولية.


والتي ستعمل من بين مهامها على تركيب الأجزاء النهائية لـ «iRosa»، وهي الألواح الشمسية التي يتم تركيبها في محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى إجراء التجارب والأبحاث العلمية.


وحدد مركز محمد بن راشد للفضاء، في وقت سابق، أمس، وبالتعاون مع الشركاء العالميين، وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، و«سبيس إكس»، الخميس الموافق 2 مارس، موعداً جديداً لإطلاق مهمة «طموح زايد2».

فيما تمت الإشارة إلى أن هذا الموعد قابل للتغيير استناداً إلى مدى معالجة السبب التقني للتأجيل الذي حصل عند إطلاق المهمة، وتركز بوجود أمر طرأ على الأنظمة الأرضية، حيث توافقت الفرق المعنية بالمهمة بالإجماع، على التحقق من الخلل الذي حال دون الحصول على البيانات، التي تؤكد تزويد الصاروخ «فالكون 9» بالمواد اللازمة للإقلاع.


مركبة فضائية

وينطلق الصاروخ «فالكون 9»، من منصة رقم «39A»، والذي يتميز بأنه قابل لإعادة الاستخدام على مرحلتين، حيث تم تصميمه وتصنيعه من قبل شركة «سبيس إكس»، من أجل النقل الموثوق والآمن للأشخاص والحمولات إلى مدار الأرض وما وراءه.


كما أنه يعتبر أول صاروخ مداري قابل لإعادة الاستخدام في العالم، فيما وبعد الانطلاق الناجح ستنفصل المركبة الفضائية «سبيس إكس دراجون إنديفور»، لتبدأ مسارها نحو وجهتها المحطة الفضائية الدولية بسرعة تقارب 17500 ميل في الساعة.

وتستمر رحلة المركبة الفضائية نحو محطة الفضاء الدولية نحو 24 ساعة، بينما وبمجرد الوصول إلى المدار، سيراقب طاقم مراقبة المهمة في هوثورن بكاليفورنيا، سلسلة من المناورات الآلية التي ستوجه المركبة «إنديفور»، حتى تكتمل عملية الالتحام خلال دقائق مع المحطة الدولية، ومن ثم فتح باب «هارموني»، وهو وحدة التحام المركبات بالمحطة، فيما من جهتها تم تصميم المركبة الفضائية للرسو بشكل مستقل وآلي، ولكن يمكن للطاقم أن يتولى القيادة إذا لزم الأمر.


5 سنوات

واستعداداً للمهمة التي تأتي ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، تلقى النيادي خلال 5 سنوات مضت مجموعة ضخمة من التدريبات المستمرة بالتعاون مع وكالات الفضاء العالمية والمراكز البحثية المتخصصة، حيث بلغ عددها حتى يوليو الماضي أكثر من 90 دورة، ووصل عدد ساعاتها إلى أكثر من 1400 ساعة، فيما تواصلت التدريبات بوتيرة أكبر، وصولاً للمرحلة الحالية النهائية قبيل الانطلاق نحو محطة الفضاء الدولية.


وللتعامل مع أقسام المحطة الدولية باحترافية، وتنفيذ مختلف المهمات اليومية، حصل النيادي على «شارة رواد الفضاء» من مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا، بعد إتمام تدريباته العامة التي استمرت مؤخراً أكثر من 20 شهراً، كما حصل على رخصة «اختصاصي» في مركز الرواد الأوروبي «إيسا».

فيما وتحضيراً للمهمة، أجرى النيادي تدريبات مكثفة متقدمة أخرى في وكالات فضاء عالمية، مثل التدريب بمدينة النجوم في موسكو التابعة لوكالة الفضاء الروسية روسكوزموس، والوكالة الأوروبية «إيسا»، واليابانية «جاكسا» والكندية «سيسا»، وكولن في ألمانيا وغيرها.


تأهيل كبير

وتواصلت التدريبات في إطار تأهيل النيادي المستمر لإكسابه العديد من الخبرات الاحترافية، حتى أصبح مؤهلاً لإجراء مهمات متقدمة وتشغيل محطة الفضاء الدولية، فضلاً عن مهمة السير بالفضاء خارج المحطة لإجراء عمليات الصيانة وتركيب المعدات وإصلاحها والتعامل مع الحمولات الخارجية، فيما تعد هذه المهمة من أهم وأكثر المهمات احترافية الموكلة إلى النيادي.


وشملت التدريبات الانتهاء خلال الفترة الماضية، التدريب مع أفراد الطاقم Crew-6 داخل نموذج مركبة دراجون الفضائية في هوثورن بكاليفورنيا، حيث تطرقت التدريبات لمحاكاة الإطلاق والهبوط في مركبة «سبيس إكس»، بواسطة ذراع خاصة في مختبر الطرد المركزي، التابع لسلاح الجو الأمريكي، والتي يتم خلالها محاكاة عملية الإطلاق والهبوط في مركبة دراجون.


ويتعرض خلالها رائد الفضاء لقوى تسارع تعادل 5 أضعاف قوى الجاذبية الأرضية، فيما تعرف قوى التسارع جي بأنها الناتجة عن تأثر جسم رائد الفضاء في أثناء تسريع انطلاق الصاروخ أو معاناة الطيار عندما تنحرف به الطائرة بشدة عن الاتجاه المستقيم، ما يسبب له فقداناً للوعي لمدة 15 ثانية.


مهام بحثية

وتضمنت التدريبات أيضاً التقاط مركبة الشحن «سيغنوس» باستخدام الذراع الآلية «كندارم 2»، البالغ طولها 17 متراً، التي تستخدمها المحطة الدولية في العديد من الوظائف، منها إطلاق والتقاط الأقمار الصناعية بالإضافة لمهام الصيانة.

وكذلك تحريك رواد الفضاء حول المحطة أثناء عمليات السير الفضائية، وإمكانية تحريك أجزاء مختلفة من المحطة، خاصة أن محطة الفضاء الدولية يتم تكبيرها وتوسيع أقسامها وبنائها باستمرار، وذلك لمواكبة مختلف المهام البحثية التي تنفذها.


وسيجري رواد فضاء طاقم «سبيس إكس كرو 6» أكثر من 200 تجربة علمية خلال مهمتهم، سيتضمن بعضها أبحاث علمية جديدة ومثيرة للتحضير للاستكشاف البشري خارج مدار الأرض المنخفض ومن ثمّ الاستفادة من نتائجها في مختلف علوم الحياة على الأرض، وتشمل التجارب، دراسات حول كيفية احتراق مواد معينة في الجاذبية الصغرى.


وأبحاث رقائق الأنسجة حول وظائف القلب والدماغ والغضاريف، واستقصاء سيجمع عينات ميكروبية من خارج المحطة الفضائية، فيما من المقرر أن تشتمل مهمة رواد فضاء الطاقم العديد من عمليات الصيانة الداخلية الخارجية الخاصة بمحطة الفضاء الدولية خلال مهمات السير بالفضاء.

وينفذ رائد الفضاء النيادي 19 تجربة علمية خلال 4000 ساعة على متن محطة الفضاء الدولية، وذلك ضمن سلسلة من التجارب والأبحاث المتقدمة، التي تهدف التوصل لنتائج علمية مهمة، حيث سيقوم النيادي بإجراء عدد كبير منها بشكل شخصي، وستكون التجارب البحثية بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا.


ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا». وتشمل التجارب مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم ما فوق الجينات، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات، كما ستشمل المهمة جانب التوعية التعليمية، من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين.


مشروعان علميان

واختار مركز محمد بن راشد للفضاء، مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، إذ يركز المشروع الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم، بينما سيعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى.

ويشارك في كلا المشروعين عدد من الطلاب والباحثين، لضمان تطوير القدرات، وتأهيل جيل جديد من العلماء، وبالإضافة إلى جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وسيتم مشاركة بيانات المهمة مع عدد من الجامعات المحلية، مثل جامعة نيويورك أبوظبي، وجامعات أخرى.


وستتطرق التجارب إلى اختبارات متخصصة بعلوم الحياة، وأخرى تستهدف التغيرات التي تحدث للسوائل ضمن بيئة الفضاء، فضلاً عن مثيلاتها التي تبحث في مدى وكيفية تحمل مختلف المواد لظروف الجاذبية، بالإضافة إلى تجارب تختص بعلم النفس الذي يبحث في تأثيرات العيش في هذه البيئة على أجهزة جسم الإنسان، خاصة خلال الفترات الطويلة خارج الكرة الأرضية، وصولاً للتجارب البيولوجية التي ترتبط بالنباتات وكيفية زراعتها ونموها وتأثيرات الجاذبية عليها، وغيرها الكثير من التجارب.


«دبي للإعلام».. تغطية واسعة لانطلاق المهمة

تخصص مؤسسة دبي للإعلام اليوم، تغطية شاملة وموسعة لانطلاق أحداث المهمة التاريخية لرائد الفضاء سلطان النيادي «طموح زايد.. المهمة الثانية»، إلى محطة الفضاء الدولية، والتي ستكون عبر بث مشترك بين «مؤسسة دبي للإعلام» و«أبوظبي للإعلام»، بينما سيتم بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» توفير رابط للتغطية، يتم بثه ومشاركته مع قنوات الدول الناطقة باللغة العربية والراغبة في تغطية الحدث المهم.


وستتميز التغطية الإعلامية للحدث بتنوعها وشموليتها، حيث ستتضمن عرض العديد من التقارير المنتجة بالواقع الافتراضي والمعزز وميدانياً، بالإضافة إلى ذلك ستكون هناك مداخلات ومقابلات مباشرة من ولاية فلوريدا الأمريكية.

والتي سيتم من خلالها نقل خطوات تحضير الرواد لرحلة طاقم مهمة «سبيس إكس كرو 6»، ومتابعة ارتدائهم بدلات رواد الفضاء، ووصولهم إلى مركز «جون كينيدي»، ودخولهم المركبة الفضائية «سبيس إكس دراجون انديفور»، فيما سيكون هناك بث مباشر من غرفة التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي. وتم تخصيص استوديوهات لنقل الحدث التاريخي، تتضمن «الاستوديو الرئيسي» في مركز الأخبار التابع للمؤسسة.


بالإضافة إلى استوديو المقابلات في المركز الإعلامي بمركز جون كينيدي للفضاء في فلوريدا، فضلاً عن استوديو المداخلات وضيوف وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أمام موقع الإطلاق، فيما من المقرر أن يتواجد مراسل داخل غرفة التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء، وذلك لنقل أجواء الترقب بين المهندسين والحضور في المركز بمنطقة الخوانيج.


وتشمل التغطية الإعلامية إنتاج تقارير ميدانية، تتضمن نشأة سلطان النيادي، وردود فعل الجامعات الأجنبية التي درس فيها، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على تدريباته والتي استمرت 5 سنوات تحضيراً للمهمة، فضلاً عن تقارير تتناول «برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وتقارير معرفية أخرى، تم إنتاجها والتي تتميز بالإبهار في العرض».

انطلاق مهمه طموح زايد.. المهمة الثانية ...إلى محطة الفضاء الدولية انطلاق مهمه طموح زايد.. المهمة الثانية ...إلى محطة الفضاء الدولية بواسطة abdo hamza on مارس 02, 2023 Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مدون محترف