الإمارات تتصدر سباق لريادة العالم الموازي

 

دبي والميتافيرس.. ثنائية النجاح

ميتا


سطرت دبي هذا العام إنجازاً ثورياً جديداً في قطاع التكنولوجيا الحديثة، وهذه المرة من خلال تسجيل ثنائية جديدة في عالم الميتافيرس الافتراضي تمثلت في إطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل «استراتيجية دبي للميتافيرس» في يوليو الماضي.


وكذلك إطلاق «ملتقى دبي للميتافيرس» في سبتمبر الماضي، فيما تؤذن هذه الثنائية بدخول الإمارة رسمياً في 2022 سباق ريادة العوالم الموازية على مستوى العالم.

ويؤكد خبراء التقنية أن تلك الثنائية ستعزز مكانة دبي لتصبح ضمن أفضل 10 اقتصادات في مجال الميتافيرس.


فضلاً عن خلق نحو 40 ألف وظيفة افتراضية خلال السنوات الخمس المقبلة في هذا العالم الرقمي الذي يشكل عالماً جديداً من الفرص الواعدة في الاقتصاد الرقمي، خصوصاً بعد أن شهدت سوق منتجات الواقع الافتراضي والواقع المعزز نمواً كبيراً بالتزامن مع التحول الكبير في الاعتماد على استخدام التكنولوجيا منذ بداية جائحة كورونا العام 2020.


واتجاه الإنترنت تدريجياً وبشكل أكبر نحو عالم «ميتافيرس» هذا العام. وبرزت تقنيات الواقع الافتراضي هذا العام كإحدى أهم وسائل الدخول إلى عوالم الميتافيرس، ليرتفع الطلب الاستهلاكي على منتجات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.


ويتوقع تقرير حديث لشركة «بي دبليو سي» أن تضيف تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) حوالي 1.5 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.


جذب الاستثمارات

وقال الدكتور جورج قشعمي، مدير مركز البحوث والابتكار والتصميم في الجامعة الأمريكية في دبي إن حكومة دبي كانت حكيمة للغاية في تفكيرها المستقبلي بتقنيات الميتافيرس مما سيتيح لها جني ثمار تجربة مثل هذه الأدوات. وأضاف: «نتوقع أن يكون لـ «استراتيجية دبي للميتافيرس» تأثير ومساهمة هائلين في هذه الصناعة من خلال جذب المزيد من الاستثمارات إلى هذا الفضاء.


وقد رأينا بالفعل اهتماماً كبيراً من قبل شركات عالمية مثل «مايكروسوفت» التي دعمت عدداً من البنوك بهدف استكشاف ما يمكن لهذه التقنية أن تقدمه في القطاع المصرفي على سبيل المثال.


كما نرى أن جميع المشاركين في تطوير أدوات ومحتوى الميتافيرس من شركات التكنولوجيا الكبيرة والمتوسطة الحجم، يسعون اليوم إلى جعل أجهزة الواقع الافتراضي أصغر حجماً، وجذباً من الناحية الجمالية وأقل تعقيداً وبأسعار معقولة وأخف وزناً في الرأس، وهو ما يتطلب قوة حوسبة أقل مع تجربة مشاركة قصوى».


وأفاد قشعمي أن الإنترنت قد تتوجه تدريجياً وبشكل أكبر نحو عالم «ميتافيرس»، بحيث يكون هذا العالم هو الإنترنت السائد في العالم. وأضاف: «هنالك توجه متزايد وطلب على مشاهدة الأشياء رقمياً ولكن بأبعاد ثلاثية ويمكن التفكير بهذا العالم بأنه «إنترنت متقدم»».


وأضاف: «ابتكارات الواقع الافتراضي اليوم باتت جزءاً من صناعات عدة منها التصميم والهندسة والتعليم. ونحن في الجامعة الأمريكية بدبي اليوم نقوم بتعليم الطلاب التصميم ضمن البيئات الافتراضية وهي تجربة غامرة للغاية، ناهيك عن توفر الأدوات والعناصر اللازمة للنمذجة ثلاثية الأبعاد.

وأعتقد أن الواقع الافتراضي سيحدث زعزعة في مجال التصميم الهندسي، خصوصاً لأنه يختصر الكثير من الوقت والجهد».


نمو الأسواق

بدوره، قال أبرار أولاه، أستاذ مشارك ومدير الدراسات العليا في كلية الرياضيات وعلوم الكمبيوتر، جامعة هيريوت وات دبي إن دبي نجحت هذا العام في دفع العديد من المبتكرين والشركات في استكشاف الفرص التي يمكن لتقنية الميتافيرس أن توفرها.


وتوقع أولاه، أن تساهم تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي بتعزيز نمو الأسواق والصناعات بشكل عام، وفي قطاعات حيوية كالسفر والصحة والسياحة وغيرهما.


وأضاف: «على الرغم من أن تطورات الواقع الافتراضي والمعزز جارية منذ فترة طويلة، فقد تم تسريع تطورها في السنوات الأخيرة. وسلط الاضطراب الناجم عن الوباء الضوء على أهمية البقاء على اتصال بوظائفنا والتعليم والجوانب الأخرى من حياتنا بغض النظر عن موقعنا الجغرافي».


دفع الاضطراب الذي شهدته صناعة السفر والسياحة خلال جائحة كورونا إلى استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز. وبفضل هذه التكنولوجيا، يمكن للمسافرين الآن اختبار الوجهة قبل ترتيب إجراءات السفر التي تتضمن إنفاق مبالغ طائلة.


ويوضح أولاه: «من خلال استخدام التجارب الافتراضية، يمكن للأشخاص الآن اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً. بالإضافة إلى ذلك، تعمل بعض الشركات في صناعة السفر على تطوير تطبيقات الواقع المعزز، والتي تسمح للسائحين بتعزيز الوجهات ومناطق الجذب السياحي. قد يسمح ذلك للمستخدم بتوجيه هاتفه الذكي إلى مبنى أو معلم ومعرفة المزيد عنه في الوقت الفعلي».


وفي الآونة الأخيرة، استحوذ العديد من عمالقة التكنولوجيا على شركات ألعاب الفيديو.

فتم إدخال تقنيات الميتافيرس في شكل ألعاب شائعة. على سبيل المثال، يعد استحواذ «مايكروسوفت» على «أكتيفيجن بليزارد» وشراء «سوني» لشركة «بنجي» دليلاً على ذلك. وبمساعدة الواقع الافتراضي، يمكن دمج الكائنات الافتراضية في العالم المادي الحقيقي، ليغمر الواقع الافتراضي المستخدم في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد باستخدام نمذجة الكمبيوتر ثلاثية الأبعاد.


التجزئة

ووفقاً لشركة «ذا آب سوليوشنز» تطوير البرمجيات المخصصة فإن «شوبيفاي»، إحدى أكبر منصات التجارة الإلكترونية، شهدت زيادة بـ 94 في المئة في عملياتها بعد تطبيق تكنولوجيا الواقع المعزز في متاجرها.


وأضاف أولاه: «يمكن أن تعزز تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز تجربة العميل للمنتج من خلال تمكينهم من تجربته والتعرف عليه. وتتيح تقنية الواقع الافتراضي للعملاء تخصيص رحلة التسوق الخاصة بهم. كما تدرك العديد من الشركات أهمية تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز في مساعدتها على إنشاء روابط مع علاماتها التجارية.


وقد استحوذت شركة الملابس الرياضية العملاقة «نايكي» على شركة RTFKT، للأصول الرقمية غير قابلة للاستبدال NFT، لتتمكن الأولى من بيع أحذية رياضية افتراضية للأشخاص في الميتافيرس. كما استخدم سوق العقارات أيضاً الإمكانات الكاملة للجولات الافتراضية خلال الجائحة، وأصبح الآن جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات التسويق الخاصة بهم .


التدريب والتعليم

وتعتبر مجالات التعليم والتدريب أحد أهم القطاعات التي تستفيد من تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في توفير بيئات تعليمية أكثر جاذبية للطلبة. وأردف أولاه قائلاً : «باستخدام تقنية الواقع الافتراضي سيتمكن الطلاب من خوض تجارب استثنائية تحفزهم على الاستيعاب.


بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن الطلاب من الوصول إلى الموارد والخبرات في أي مكان في العالم من خلال التعلم الذاتي. سيمنحهم ذلك المرونة المطلوبة للتعلم بوتيرتهم وتعميق معرفتهم في مجالات اهتمامهم».

الإمارات تتصدر سباق لريادة العالم الموازي الإمارات تتصدر سباق لريادة العالم الموازي بواسطة abdo hamza on ديسمبر 29, 2022 Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مدون محترف