بالتعاون بين صندوق بلوغ الميل الأخير ومركز كارتر الامارات تواصل جهودها لمكافحه الأمراض المدارية المهملة
جهود إماراتية رائدة لاستئصال دودة غينيا من العالم
التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها على مدار ثلاثة عقود، بمكافحة الأمراض المدارية المهملة، ففي عام 1990، تبرّع القائد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بـ5.77 ملايين دولار، لمركز كارتر، بهدف دعم جهوده الرامية إلى استئصال مرض دودة غينيا، وهو أحد الأمراض المدارية المهملة.
وقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أكثر من 450 مليون دولار، على مدار السنوات العشر الماضية، من أجل تحسين الأوضاع الصحية للشعوب النامية حول العالم، وتوفير هذه المساعدات للعلاج والرعاية الوقائية في المجتمعات التي تفتقر إلى الخدمات الصحية الجيدة، مع التركيز بشكل خاص على بلوغ الميل الأخير للقضاء على الأمراض المدارية المهملة.
وفي عام 2012، تبرعت الإمارات بمبلغ إضافي قدره 15 مليون دولار، لبرنامج مركز كارتر للقضاء على المرض، كما قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، 10 ملايين دولار، لدعم مركز كارتر، ضمن مبادرة سموه لمكافحة الأمراض المدارية المهملة، عبر صندوق بلوغ الميل الأخير، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي السنوي الثاني للأمراض المدارية المهملة، الذي يصادف 30 يناير 2021، والذي يهدف إلى تعزيز الوعي العالمي بالحاجة الملحة للقضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة.
وأسفرت تلك الجهود وغيرها، عن منع 80 مليون حالـة إصابة بمرض دودة غينيا في أفريقيا وآسيا، كما تلقت 23 ألف قرية أفريقية، مستلزمات الوقاية والتثقيف الصحي، لتجنب الإصابة بالمرض. وبعد الإعلان عن القضاء على مرض دودة غينيا، سيصبح المرض الثاني بعد الجدري، الذي يتم القضاء عليه في تاريخ البشرية، وسيكون المرض الوحيد الذي سيتم القضاء عليه دون استخدام العقاقير الطبية أو اللقاحات.
وفي عام 2017، رأت مبادرة خيرية عالمية جديدة النور، وهي صندوق بلوغ الميل الأخير، الذي يساعد في جهود القضاء على مرض العمى النهري، وداء الفيلاريات اللمفي.. حيث تم التعاون مع مركز كارتر لتقديم المساعدة للقضاء على هذه الامراض.
وكان الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، جيمي كارتر، وعقيلته روزالين كارتر، قد أسسا مركز كارتر عام 1982، والذي يعمل من أجل التقدم بحقوق الإنسان، والتخفيف من المعاناة البشرية.
شراكة
وتعود الشراكة بين الإمارات ومركز كارتر، للقاء التاريخي الذي جمع المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجيمي كارتر، في زيارته الأولى لدولة الإمارات.. وتحدث كارتر خلال اللقاء، عن مبادرته لاستئصال مرض طفيلي موهن، يصيب السكان في أجزاء كبيرة من أفريقيا.. واستجاب المغفور له، الشيخ زايد، بتقديم تبرع سخي لمركز كارتر، وأثمر اللقاء عن شراكة لخدمة الإنسانية، مستمرة منذ ثلاثة عقود، وساهمت في تحقيق إنجازات، قاربت من القضاء على المرض.
ومنذ عام 2015، تفاوت عدد حالات الإصابة بدودة غينيا، ما بين 20 و30 حالة، وفي عام 2018، تم تسجيل 27 حالة مصابة بالمرض في 4 دول في أفريقيا، هي: تشاد وجنوب السودان ومالي وإثيوبيا، حيث تمكنت تلك الدولة من القضاء النهائي على هذا المرض.
ودودة غينيا، هي بالفعل دودة حقيقية، تسمى التنينة المدينية، تدخل الجسم عن طريق شرب الماء الملوث، وتُعرف الحالة باسم داء التنينات، أو داء الدودة الغينية، وتسبب الدودة في نهاية المطاف، عدوى مُضعِفة ومؤلمة تبدأ بنفطة، عادة على الساق، وقد يعاني الشخص وقت بزوغها، من الحكة والحمى والتورّم والألم الشديد والشعور بالالتهاب، وفي كثير من الأحيان، يحاول الأشخاص الذين يصابون بالعدوى، تخفيف الألم عن طريق غمر الجزء المصاب بالماء، وإذا حدث الغمر في مصادر مياه مفتوحة، كالبرك والآبار والبحيرات الضحلة، فإن الدودة تبزغ، وتطلق آلاف اليرقات التي تبتلع عبر برغوث الماء (وحيد العين)، حيث تنمو وتُصبح معدية في غضون أسبوعين، وعندما يشرب شخص الماء، فإن حموضة المعدة تقتل وحيد العين، ومن ثم تتحرر اليرقة، وتخترق جدار الأمعاء، وبعد سنة تقريباً، تتكون نفطة وتبزغ الدودة البالغة، وقد أصبح طولها متراً واحداً، وتتكرر دورة الحياة.
ونادراً ما يسبب داء التنينات الوفاة، بيد أن المصابين به، يعجزون عن القيام بأعمالهم على مدى أسابيع وأشهر. ويصيب الداء الناس الذين يعيشون في مجتمعات ريفية ومحرومة ومعزولة، ويعتمدون بشكل رئيس على مصادر المياه المفتوحة الراكدة، كالبرك، للحصول على مياه الشرب.
وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي، أشارت التقديرات إلى وجود 3.5 ملايين حالة إصابة بداء التنينات، في 20 بلداً حول العالم، منها 17 بلداً في أفريقيا، و3 في آسيا، وانخفض عدد الحالات المبلغ عنها، إلى أقل من 10 آلاف حالة لأول مرة في عام 2007، واستمر في الانخفاض إلى 542 حالة في عام 2012. وظلت الحالات البشرية على مدى السنوات الثماني الماضية، ممثلة برقمين (54 حالة في عام 2019، و27 حالة في عام 2020).
استراتيجية
وقد شملت استراتيجية الوقاية من المرض، تعزيز ترصده من أجل الكشف عن كل حالة عدوى بشرية وعدوى حيوانية به، في غضون 24 ساعة من خروج الدودة من جسم المصاب.
ليست هناك تعليقات