50 عاماً من الشراكة بين البحرين والامارات


الإمارات والبحرين شعب واحد



شهد جناح مملكة البحرين في «إكسبو 2020 دبي»، أمس، إطلاق كتاب «الشراكة الاستراتيجية البحرينية الإماراتية: إرث الماضي.. تحديات الحاضر.. آفاق المستقبل». 

يأتي الكتاب نتاج تعاون بين مؤسسة «وطني الإمارات»، ومركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، واحتفاءً بمرور 50 عاماً على تأسيس الدولة، فيما قدم الإصدار في محتواه، رؤية شاملة وقراءة تحليلية لمختلف مسارات العلاقات بين البلدين الشقيقين، بما يسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما، كما يأتي إطلاقه في الحدث العالمي، تأكيداً للمكانة المتميزة التي وصلت إليها الإمارات في المجالات كافة

علاقات قوية


وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش المفوض العام لـ«إكسبو 2020 دبي»، الذي رعى الاحتفال، أن إصدار هذا الكتاب القيّم والاحتفال بتدشينه في جناح مملكة البحرين الشقيقة، في هذا الحدث العالمي إنما هو تعبير صادق عن عمق العلاقات الأخوية الوثيقة بين المملكة والإمارات في المجالات كافة وعلى مختلف المستويات، لافتاً إلى الاعتزاز بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين وبالتزامهما معاً دعم قيم الأخوة والتعاون والعمل المشترك بينهما في المجالات كافة.


وأضاف معاليه إنهم يحرصون على تنمية عناصر القوة في علاقات البلدين الأخوية، وفي إطار يحافظ على تراثنا الخالد وإنجازاتنا العميقة والقيم والمبادئ الإنسانية، التي تحقق الوحدة والتماسك في مسيرة المجتمع، وخاصة أن البحرين والإمارات شعب واحد يجمعهما التاريخ العريق والأهداف المشتركة، والعزم والقدرة على التعامل مع تحديات الحاضر وتطورات المستقبل بكفاءة وثقة ونجاح، فيما عبر معاليه عن تقديره وشكره لهذه المبادرة الطيبة بين مركز «دراسات»، ومؤسسة «وطني الإمارات» بإصدار هذا الكتاب المهم، آملاً أن يُقبل عليه القراء وينتفع به المختصون.


رؤية حكيمة


وقال معاليه إن احتفاء الكتاب بعام الخمسين يأتي مشاركة أخوية صادقة للاعتزاز بمنجزات الإمارات في المجالات كافة، وحرصها على تنمية علاقاتها الطيبة، مع الأشقاء والأصدقاء، وعلى مناصرة قضايا الحق والعدل والتقدم والسلام، في كل مكان، مشيراً إلى أن ذلك تحقق بفضل الرؤية الحكيمة والثاقبة لمؤسس الدولة المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى دعائم هذا الوطن على أسس قوية وقيم أصيلة، والتي جعلت منه اليوم وطناً للرخاء والاستقرار والتقدم والإسهام النشط في إنجازات التطور في العالم.


وأكد معاليه أن هذا الاحتفال تجسيد حي لما نشعر به من فخر ومباهاة، من أن الله سبحانه وتعالى، وهب الإمارات والبحرين معاً، شعوباً معطاءة وقادة عظماء يعاهدون الله إخلاصاً وولاءً وحباً حقيقياً للوطن والأمة، بل للإنسانية في كل مكان، موجهاً معاليه التحية والتقدير إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وإلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفاء واحتراماً لهم جميعاً، بما يقدمونه لأوطاننا وشعوبنا من عطاءٍ متواصل وإنجازاتٍ متوالية ومتنامية في سبيل تحقيق الخير والسلام والرخاء في المنطقة والعالم.


50 عاماً


من جانبه قال الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، إن الاحتفال بتدشين هذا الإصدار النوعي يواكب مرور نصف قرن على قيام اتحاد الإمارات، الذي كان إيذاناً بدولة محورية ومتألقة، تمكنت من إنجاز خطوات عملاقة ورائدة في المجالات كافة، لتكون في فترة وجيزة من عمر الأمم، في مصاف الدول المتقدمة، ولتثبت عملاً وواقعاً أن هذا الاتحاد الوثيق هو الأهم في التاريخ الحديث للمنطقة بأسرها.


وعبر عن سعادته بالمشاركة في فعاليات «إكسبو 2020 دبي»، بحسبانه حدثاً عالمياً، يؤكد المكانة المتميزة التي وصلت إليها الدولة وما تتمتع به من إمكانات بشرية وتكنولوجية، وانفتاح على مختلف الثقافات، مبيناً أن العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط بين البلدين والتي أرسى دعائمها الصلبة وأركانها الراسخة الأجداد والآباء، كانت وستظل محل كل الرعاية والعناية والاهتمام من قيادتي وشعبي البلدين، وستبقى نموذجاً يحتذى به للعلاقات بين الأشقاء، وأن الكتاب يؤطر لحقيقة ثابتة مفادها أن رباط الأخوة والمحبة بين البلدين والشعبين الشقيقين، سيظل قائماً ومستمراً نتوارثه جيلاً بعد جيل، كشركاء في التاريخ والتنمية والسلام.


وأشار إلى أن هذا الإصدار يتخطى حدود الرصد والتوثيق إلى تقديم رسالة ومنهاج بأن البلدين في ظل قيادتهما الحكيمة، يتجهان معاً بخطى واثقة نحو المستقبل، كما يعبر عن مسيرة فريدة وممتدة، تقدم الكثير من الدروس والعبر التي نستلهمها بكل فخر واعتزاز، فيما استعرض عدداً من أبرز المحطات الرئيسة في علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في الفترة الأخيرة، ومنها الزيارة الناجحة للأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى الإمارات في شهر نوفمبر الماضي، وما حققته من نتائج إيجابية ومثمرة على المستويات كافة، بالإضافة إلى إطلاق أول قمر صناعي بحريني إماراتي مشترك، يحمل اسم «ضوء 1»، إلى جانب الدور المحوري للبلدين الشقيقين في الدعوة إلى إحلال السلام والتعايش واستثمار الشراكات بين الحضارات لخدمة الإنسانية.


6 أشهر


وأفاد الدكتور ضرار بالهول الفلاسي المدير التنفيذي لمؤسسة «وطني الإمارات»، بأن هذا الإصدار الخاص كان عملاً مشتركاً بين البلدين إذ تم تبادل الأفكار بخصوص محتواه، فيما استمر العمل عليه مدة 6 أشهر، لافتاً إلى أن الكتاب يعد مرجعاً للدارسين والباحثين للاستفادة منه، وخاصة أنه يتطرق للعلاقات التاريخية والحالية وآفاق مستقبلها، فيما أشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تعاوناً أكبر بين الجانبين نحو إصدارات أخرى.


وشرح أن الكتاب يعد مرجعاً مهماً في العلاقات الدولية وأنه جاء على 6 فصول تضمن الأول تاريخ العلاقات البحرينية الإماراتية، فيما تطرق الثاني للعلاقات السياسية والأمنية والدفاعية بينما شمل الفصل الثالث السياسات الاقتصادية والتبادل التجاري، وصولاً للفصل الرابع الذي تحدث عن التعاون في مجالي التكنولوجيا والتعليم، وفي الفصل الخامس تضمن الاتفاق الإبراهيمي وتأثيره في الأمن والاستقرار الإقليميين، بينما الأخير رصد التحديات الإقليمية والدولية لأمن الخليج العربي وانعكاساته على آفاق التعاون بين البلدين.


جذور عميقة


وذكر أن العلاقة الاستثنائية بين البلدين تمتد جذورها عقوداً طويلة معتمدةً على الثوابت التاريخية والوطنية والقومية العربية والأخلاقية والإنسانية، ما جعل منها نموذجاً عربياً متفرداً للشراكة الاستراتيجية في مسيرته ومساره، وفي رؤيته المختلفة للمستقبل بكل مفرداته ومستوياته، سياسياً وأمنياً ودفاعياً واقتصادياً وتكنولوجياً ومعرفياً، مؤكداً أن القواسم التاريخية والرؤى المستقبلية المشتركة بين البلدين الشقيقين، تمثل حجر الأساس في إرساء تعاون إقليمي، يضيف الكثير إلى العلاقات البينية، وتعزيز التكامل الخليجي، وحفظ أمن واستقرار المنطقة، وأن هناك توافقاً مشتركاً على الدوام في مختلف المجالات، وحيال مواجهة جميع التحديات، في ظل منهج واقعي ومقاربة عقلانية للرؤى والقضايا القائمة وأن الكتاب ليس توثيقاً للشراكة الاستراتيجية بين البلدين فحسب، وإنما هو تأكيد وترسيخ لرؤية البلدين في تأصيل مفردات التضامن العربي من أجل مستقبل يسوده التسامح والتعاون والسعادة والسلام.

50 عاماً من الشراكة بين البحرين والامارات 50 عاماً من الشراكة بين البحرين والامارات بواسطة abdo hamza on فبراير 27, 2022 Rating: 5

ليست هناك تعليقات